تعتبر الإبل حيوانات موسمية متعددة دورات الشياع. دورة الشياع في النوق تختلف عنها في بقية الحيوانات الزراعية حيث لا يوجد الطور الليوتيني وإنما يوجد ثلاثة أطوار تشمل طور نمو الحويصلات, طور وجود حويصلات ناضجة على المبيض= فترة الشياع, طور اضمحلال أو تحلل الحويصلات. هذه الأطوار مجتمعة تستغرق من 24-28 يوم(Tibary and Anouassi, 1997). فترة الشياع في النوق طويلة وقد تمتد لتصل إلى ثمانية أيام. تظهر النوق بعض العلامات خلال فترة الشياع والتي من أهمها البروك للفحل, تقبل عملية التزاوج, القلق و الرغاء المتكرر, انتفاخ فتحة التناسل الخارجية وكذلك التبول المتكرر خاصة عند اقتراب الفحل.عملية توحيد الشياع هي من العمليات التي حصلت على اهتمام الباحثين خلال الثلاثين سنة الماضية (Tibary and Anouassi, 1997 ). ساعد كل من التقدم في استخلاص الهرمونات وكذلك إمكانية تحديد تركيزها في فهم ميكانيكية التناسل في الحيوانات الزراعية( Combarnous and Anouassi, 1994). إن الفهم الصحيح للتغيرات الهرمونية التي تحدث خلال مراحل دورة الشياع في الإبل يساعد في استخدام تلك الهرمونات أو مثيلاتها لتنظيم وإحداث الشياع في هذه الحيوانات. عملية توحيد الشياع والتبويض في الإبل تعتمد على استخدام هرمونات معينة لتنشيط نمو وتطور الحويصلات على المبايض وكذلك لإحداث التبويض. عادة يستخدم هرمون مصل دم الأفراس الحوامل ( PMSG=eCG) بجرعات تتراوح مابين 1500-7000 وحدة دولية لحث نمو الحويصلات في النوق إما بغرض تبكير عمر البلوغ أو لتقصير الفترة بين الولادتين أو لإحداث الشياع خارج موسم التناسل (Al-sobayil, 2003; Elias et al.,1985; Agarwal et al., 1993; Homeida et al., 1991 ). من الممكن توحيد الشياع في إناث الإبل وذلك باستخدام البروجسترون إما على هيئة حقن يومية أو كفتائل مهبلية لمدة من 10-20 يوم ويساعد على حدوث توحيد الشياع إعطاء جرعة من 1500-2000 وحدة دولية من هرمون الـeCG قبل يوم من وقف المعاملة بالبروجسترون أو في يوم إيقاف المعاملة (Tibary and Anouassi, 1997 ). التبويض في الإبل يحدث بعد عملية التزاوج ولكن من الممكن إحداث التبويض هرمونيا. عادة يستخدم كل من هرمون الهيبوثلامس الـ GnRH وكذلك هرمون الفص الأمامي للغدة النخامية الـ LH أو ما يشابهه في التأثير مثل هرمون الـ hCG لإحداث التبويض في الحيوانات الزراعية. الحقن الوريدي أو العضلي بجرعة قدرها 0.5 -1 مليجرام من هرمون الـ Gn RH يؤدي إل حدوث التبويض بعد 26-28 ساعة من الحقن ( Musa et al., 1993). حدوث التبويض بعد المعاملة بهرمونات الهيبوثلامس والغدة النخامية يعتمد على وقت إعطاء هذه الهرمونات وكذلك على حجم الحويصلة أو الحويصلات الموجودة على المبيض عند إعطاء هذه الهرمونات. قد تصل الاستجابة إلى 90% وذلك عندما تم حقن هرمون الـ LH لنوق عندها حويصلات على المبيض ذات قطر يزيد عن 10مم (Tibary and Anouassi, 1997). إن من أهم أهداف تربية الحيوانات الزراعية هو تطوير إنتاجها بواسطة انتخاب الأفراد ذات القيمة التربوية العالية واستخدامها كآباء للأجيال القادمة. استخدام التلقيح الاصطناعي يزيد من دور الذكور في التحسين الوراثي خاصة عند الاعتناء باختيار الفحل المناسب. إن من أهم العقبات التي تواجه نجاح التلقيح الاصطناعي في الإبل تتمثل في صعوبة الحصول على سائل منوي ذو جودة عالية. إن عملية جمع السائل المنوي باستخدام كل من طريقة التنبيه الكهربائي أو المهبل الاصطناعي ناجحة وشائعة الاستخدام في الحيوانات الزراعية الأخرى ولكن نظراً لوضعية التزاوج وطول مدتها في الإبل مع شراسة معظم الفحول في موسم التناسل فإن تلك الطرق لم تلقى نفس درجة النجاح( Al-Eknah et al., 2001إن جمع السائل المنوي باستخدام طريقة التنبيه الكهربائي تحتاج إلى إعطاء مهدئا ت للفحل بالإضافة إلى السيطرة التامة عليه هذا وقد وجد أن حجم القذفة وجودة السائل المنوي المتحصل عليه باستخدام هذه الطريقة غير مرضي (Al-Eknah et al., 2001) . قام كل من مانيفيلد وتانسون ( Manefield and Tinson, 1996) بشرح عملية جمع السائل المنوي بهذه الطريقة.تعطي ذكور الإبل عادة قذفة منوية يتراوح حجمها مابين 1-12 مل مختلطة بمادة هلامية لزجة يتم تحللها بعد دقائق من الجمع. متوسط كمية الحيوانات المنوية في القذفة حوالي 6 بليون حيوان منوي. يحتوي السائل المنوي على العديد من المكونات من أهمها بعض الهرمونات ومشابهات الهرمونات والتي أكتشف أن لها دور في حدوث عملية التبويض (Chen et al., 1985 ). إن درجة النجاح في استخدام التلقيح الاصطناعي لازالت قليلة, ففي دراسة حديثة لم تتجاوز نسبة الخصوبة الـ 40% عندما لقحت مجموعة من النوق إما بسائل منوي كامل أو مخفف بعد إحداث الشياع ( Deen et al., 2003). من الممكن تلقيح النوق اصطناعيا وهي في وضعية الوقوف أو في وضعية الجلوس حيث يقوم المختص بتلقيح النوق بنفس الطريقة التي تلقح بها الأبقار. يتم إضافة السائل المنوي في نهاية عنق الرحم أو في جسم الرحم ( Skidmore, 2004).إن نجاح عملية التلقيح الاصطناعي في الإبل تعتمد على عدة عوامل منها: جودة السائل المنوي المستخدم, أن تكون النوق في شياع, ضرورة إضافة السائل المنوي في الوقت والمكان المناسبين ( Zhao, 2000: Anouassi, 1997).
الخميس يناير 22, 2009 1:33 pm
